کد مطلب:145504 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:251

کتابة أهل الکوفة الی الامام الحسین یدعونه بالتوجه الیهم
فاجتمعت الشیعة بالكوفة فی منزل سلیمان بن صرد فذكروا هلاك معاویة، فحمدوا الله و أثنوا علیه، فقال سلیمان: ان معاویة قد هلك، و ان حسینا قد نقض [1] علی القوم ببیعته، و قد خرج الی مكة، و أنتم شیعته و شیعة أبیه، فان كنتم تعلمون أنكم ناصروه و مجاهدوا عدوه، فاكتبوه الیه، و ان خفتم الفشل و الوهن فلا تغروا الرجل فی نفسه.

قالوا: لا؛ بل نقاتل عدوه، و نقتل أنفسنا دونه، فاكتبوا الیه فكتبوا الیه:

بسم الله الرحمن الرحیم

للحسین بن علی علیهماالسلام من سلیمان بن صرد، والمسیب بن نجبة، و رفاعة بن شداد البجلی و حبیب بن مظاهر، و شیعته [من] المؤمنین و المسلمین من أهل الكوفة.

سلام علیك، فانا نحمد الیك الله الذی لا اله الا هو.

أما بعد؛ فالحمد لله الذی قصم عدوك الجبار العنید، الذی انتزی علی هذه الامة فابتزها أمرها، و غصبها فیئها و تأمر علیها بغیر رضی منها، ثم قتل خیارها، و استبقی شرارها، و جعل مال الله دولة بین جبابرتها و أغنیائها، فبعدا له كما بعدت ثمود، انه لیس علینا امام، فأقبل لعل الله یجمعنا بك علی الحق.

و النعمان بن بشیر فی قصر الامامرة، لسنا نجتمع معه فی جمعة، و لا نخرج


معه الی عید، و لو قد بلغنا أنك قد أقبلت الینا أخرجناه حتی نلحقه بالشام، ان شاء الله تعالی.

ثم سرحوا بالكتاب مع عبدالله بن مسمع الهمدانی، و عبدالله بن وال و أمروهما بالنجاء [2] ، فخرجا مسرعین حتی قدما علی الحسین علیه السلام بمكة لعشر مضین من شهر رمضان.

ثم لبث أهل الكوفة یومین بعد تسریحهم بالكتاب، و أنفذوا قیس بن مسهر الصیداوی و عبدالرحمان بن عبدالله بن شداد الأرجی [3] و عمارة بن عبدالسلولی الی الحسین علیه السلام و معهم نحو مائة و خمسین صحیفة من الرجل و الاثنین و الأربعة [4] .

و قال السید رحمه الله: و هو مع ذلك یتأبی و لا یجیبهم، فورد علیه فی یوم واحد ستمائة كتاب، و تواترت علیه الكتب حتی اجتمعت عنده منها فی نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب.

و قال المفید رحمه الله: ثم لبثوا یومین آخرین و سرحوا الیه هانی بن هانی السبیعی [5] ، و سعید بن عبدالله الحنفی، و كتبوا الیه:

بسم الله الرحمن الرحیم

الی الحسین بن علی علیهماالسلام من شیعته من المؤمنین و المسلمین.


أما بعد؛ فحی هلا [6] فان الناس ینتظرونك، لا [رأی] لهم غیرك، فالعجل العجل، ثم العجل العجل، و السلام.

و كتب شبث بن ربعی، و حجار بن أبجر، و یزید بن الحارث بن رویم، و عروة بن قیس، و عمرو بن الحجاج الزبیدی، و محمد بن عمر التیمی:

أما بعد؛ فقد اخضر الجنات، و أینعت الثمار [و أعشبت الأرض، و أورقت الأشجار] [7] ، فاذا شئت فأقبل علی جند لك مجندة، و السلام.


[1] في بعض النسخ: يقص: يعني يقص عليهم بيعته حتي يبايعونه «منه رحمه الله». و في المصدر: تقبض، و هو الأصح، لأنه لم يبايع يزيد حتي نقضه، بل امتنع.

[2] النجاء: السرعة.

[3] في المصدر: عبدالله بن شداد الأرحبي، و في البحار: عبدالله و عبدالرحمان ابني عبدالله بن زياد الأرحبي.

[4] الارشاد: 38 - 36 / 2.

[5] السبيع: أبوبطن من همدان، و محلة بالكوفة منسوبة اليهم أيضا، «منه رحمه الله».

[6] حي هلا؛ يقال حي هلا الثريد، فتحت يائه لاجتماع الساكنين و بنيت حي مع هل اسما واحدا مثل خمسة عشر، سمي به الفعل، و اذا وقفت عليه قلت: حي هلا. «الصحاح».

حي علي الصلاة - بفتح الياء - أي هلم و أقبل... و معناه أسرع عند ذكره... «منه رحمه الله»

[7] من البحار.